صناعة الشعور

 

مشاعر المرء قد تتحكم باختياراته!

الطالب ربما يختار تخصصا لأنه يحبه، الموظف قد يترك عملًا لأنه لايحب زملاءه!

لكن هل بإمكان المرء أن يتحكم بمشاعره؟

من واقع تجربة شخصية؛ نعم! حقيقة في كثير من اللأمور التي أحبها لا أعلم هل أحببتها فعلًا أم أني تظاهرت بذلك حتى أحببتها. لا أجد مشكلة في ذلك بل العكس أعتبرها قوة. أن تملك القدرة على تسيطر على مشاعرك بدل أن تسيطر عليك، وأن تكون سيددها فتستخدمها كما تحب لخدمة مصالحك وأهدافك.

كيف أحب ما لا أحب؟

اخدع نفسك! حسنًا لم أقتنع بمبدأ كوني “أخدع” نفسي, لكن هذه الطريقة نجحت معي مرارًا وهذا الأهم.

أول مرة سمعت بفكرة الحديث عن الأمور بطريقة إيجابية كانت في أحد مواسم الاختبارات في الإبتدائية. كنت في المطبخ أستعد لوجبة العشاء على صوت المذياع الذي كان مفتوحًا في المطبخ معظم الوقت. لا أتذكر اسم الضيف أو البرنامج ولكني أتذكر الفكرة التي أعجبتني: “اخدع عقلك الباطن، ردد وكرر على مسامعك: هذا الأمر سهل، أنا أستطيع تحقيقه، وبإذن الله ستفعل”. قد تبدوا الفكرة تقليدية ومكررة وقد يكون البعض قد سئم من سماعها وتكرارها لكنها مجدية فعلًا. بدأت تطبيق الفكرة واستبدلت عباراتي السلبية تجاه مادة التاريخ بأخرى إيجابية، ومن ذلك الوقت حتى الآن وأنا أحاول أن أحسّن من نظرتي للأمور وطريقة حديثي عنها بطريقة تجعلني أتقبل كل ما أنا مجبرة على فعله وأحبه في كثير من الأحيان.

قبل أن أدخل جامعتي كنت قد خططت لأن أحبها ومن أول يوم دخلت بمشاعر امتنان، بابتسامة مَحبة أحاول أن أدخل بها إلى الجامعة كل يوم. كنت أركز على كل إيجابيات الجامعة، وأتحدث عن كل ما يعجبني فيها مع الآخرين دون أن أركز على سلبياتها.. الآن لا أحد يساومني على حبي لجامعتي مهما كان فيها من عيوب؛ لأن محبتي لها تجذرت في قلبي وهذا سيثمر بالفائدة عليّ.. إن أحببتها فسأبذل فيها قصارى جهدي وسأستمتع بأيامي فيها..

 

حتى على مستوى علاقاتك مع الأشخاص، علاقتنا مع الأستاذات مثلًا.. كلما كثرت “الحلطمة” تجاه أستاذة، فإن ذلك لايزيدنا إلا عدم تقبل لها -وإثم غيبتها غفر الله لنا-.

نحن نسمح لمشاعرنا حتى بأن تتحكم في رؤيتنا للأمور! كل مايفعله الحبيب محبوب إلى النفس لا نلاحظ له عيبًا, ونتغاضى عن أية زلة له تلقائيًا. وعلى العكس من ذلك حين لانحب شخصًا لانرى منه سوى عيوبه. ويذلك نظلم الآخرين في حكمنا عليهم.

حسنًا نحن لا نخالط من نحبهم فحسب! بل علينا أن نخالط حتى من لا نطيق وجودهم حولنا. ماذا لو قررت أن تغير مشاعرك تجاه شخص لاتطيقه؟ أن تركز على إيجابياته وتتحدث عنها. أن تلتمس له الأعذار حين يخطئ. ليس لأجله وحسب بل لأنك مجبور على مخالطته، فلم لا تحاول أن تتقبله؟ (لن أبالغ بقولي تحبه، ولكن ذلك ممكن!)

 

IMG_1082

 

أممم يبدوا أن التدوينة طالت رغما أني كنت أود كتابة مقدمة لما لم أكتبه بعد! ههههه

عمومًا مناسبة التدوينة هو أنني في هذا الفصل بدأت أخيرًا بتعلم الرسم الالكتروني ببرنامج الأوتوكاد واليوم كانت المحاضرة الأولى الفعلية! قررت بأني أحب الأوتوكاد بدأت بحماس وشغف وكنت أستغل وقت تفقد الأستاذة لتطبيق الطالبات برسم أشياء أخرى واكتشاف أدوات لم نتعلمها بعد.. أمامي سنتان سأرسم فيهما كثيرًا بالأوتوكاد وسأعود بعدها بإذن الله لأطمنكم عن مشاعري تجاهه والتي أرجو ألا تتغير بإذن الله!

 

أعتقد أن كثيرًا منكم قد جرب أن يصنع شعورًا تجاه شخص أو شيء أو تجربة شاركونا في التعليقات التي أسعد دومًا بقراءتها وأستفيد من إضافاتكم فيها..

ختامًا تذكروا:”مادمت مجبرًا فاستمتع” سنعيش في الحياة الدنيا مرة لنحاول الاستمتاع بها بحب وتقبل لكل مايواجهنا فيها! ولعل في منهج ديننا الذي يتمثل بالإيمان بالقضاء والقدر مع بذل السبب منهج نستقي منه أسلوبنا في التعامل مع مشاعرنا وتهذيبها.

مساء الأحد – 14/ 4/ 1437هـ

أسعد بالتواصل معكم عبر:

13 thoughts on “صناعة الشعور

  1. تدوينة جميلة جداً كعادتك منور
    فعلا هناك بعض الأمور في الحياة علينا أن نتعايش معها ونستمتع بها بدلاً من أن نقضي وقتنا في ” الحلطمة “

  2. سلمت أناملك منور
    فعلاً قاعدة جميلة ( ما دمت مجبراً فاستمتع)

  3. صدقتي منورة ، وكلماتك جاءت في وقتها ❤☁
    فعلا أنا في الجامعة وبدأت أكرهها بسبب شخصية ، والذي يجعلني أزداد سوءا أنه لابد من مخالطتها مادمت في الجامعة ، ولا أستطيع تقبلها رغم أنه ليست سيئة .. لكن بسبب بعض المواقف القديمة💔 ..
    وقررت مع بداية هذا المستوى أن أحاول الاندماج مع هذه الشخصية والتأقلم مع الوضع ، وإلى الآن الوضع مازال بخير ولله الحمد ، وبعون الله سأستمر وسأنجح في تجربتي 💪

  4. من جد كلام كلنا محتاجين نطبقة كثيير
    الصراحة في الاونه القريبه بدأت اعود نفسي على هذه الفكرة

    شكرا لك ولكلامك الجميل ..☺♥

  5. فعلاً ، الشعور له تأثير كبير جداً جداً على النفس و ردود أفعالها
    مؤخراً تابعت متحدثاً على Ted Talks يتكلم عن المحفزات التي تجعلنا نفعل شيئاً
    أو السبب في فشلنا أو نجاحنا في مهمة ، و عوّز ذلك بشكل كبير إلى المشاعر
    لذلك من الجيد أن نملك القدرة على التحكم في مشاعرنا لتقودنا إلى ردات فعل أفضل

    شكراً منور على المشاركة ، و على تدويناتك الجميلة مثلك

  6. كلماتك جداً جميله 💕 و فعلاً من الجميل محاوله تقبل الاخرين و رؤية الجانب الايجابي منهم او محاوله تجاهل افعالهم التي لا تعجبنا مالم تؤثر علينا ، اول تعليق لي ع مدونتك لكنني متابعه لها منذ وقت طويل
    اتمنى لكِ كل خير دائماً 💕🍃

  7. “مادمت مجبرا فاستمتع” عباره جدا جميله
    سلمت يداك منور وبدايه جميله وسعيده بأذن الله مع الأوتوكاد وفقك الله.

  8. جزاك الله خير يا غالية .. يا ليت تنشئين موضوع عن الحجاب اللي فرط فيها أخوات الله يهديهن و خاصة في الجامعات .. فبعضهن تعجبها عباءة صديقتها المخالفة مزخرفة فتشري عباءة مشابهة لها و هكذا ينتشر المنكر و لا حول و لا قوة إلا بالله .. فيا ليت تعملين موضوع عن الحجاب بأسلوبك المحبب القريب
    تذكرينهم بأهمية و وجوب الحجاب و تغطية الوجه و شروط العباءة بأن تكون واسعة خالية من الزخرفة حتى لو كانت سوداء و غيره ….” و أناقة البنت ما أقيسها بزخارف عباءتها بل عباءتها المنضبطة دليل على التزامها و محافظتها؛ و الله يبارك فيك و يهدينا و إياك لما يحبه بس تنبيه تجنبي يا غالية صور الأرواح لانها محرمة ربي يسعدك دنيا و آخرة.

  9. يالله !! مهما حآاااولت شكرك فلن أوفيك حقك عزيزتي منّووور،،،بارك الله فيك ^^ و جزاك كل الخير
    اريد الاتصال بك على الخاص فكيف لي بذلك؟ حاولت عبر التويتر لكن لم استطع ،،،أنتظر ردك بشدةة 🙂

  10. جميلة تلك الصناعة ..
    زادت من تقديري ورفع معنوياتي تجاه ما أقوم به …
    شكرا لمدونتك ..وممتنه لمشاعرك تجاه كل ما تقومين

    سأجرب طريقتك بعون الله

  11. عن تجربة كلامك صحيح انا لما لقيت انه هالشيء ماحقدر اغيره بدل ما اضيع وقتي في ندم وتحسر وتمني شفت الحل انه اتقبله واحبب نفسي فيه لين حصل وجد حبيته

  12. جزاكم الله خير .. تجنبي صور الارواح المحرمة .. يا غالية و همسة لك وجدت تغريدة و قد كتبتِ دعاء و وضعتِ بعده وجهان تعبيريان .. نصيحة لك تحذفي ذلك لانه اخشى ان يدخل بالاستهزاء .. لان الدعاء عبادة الله يسعدك

اترك رد