الإنجازات العظيمة

 

 

لا شيء يشبع بعض النفوس التواقة للنجاح سوى الإنجازات الكبيرة. في كثير من الأحيان لا يلفت مجتمعنا سوى الإنجازات العظيمة تلك الإنجازات التي يقف الجميع احترامًا لأصحابها ويحمل بعضهم مشاعر غبطة قد يصاحبها الإحباط متسائلًين: لم لا نكون مثلهم؟ هل نحن أقل منهم؟

الإنجازات العظيمة تستحق الاحتفاء حقًا، وأصحابها يستحقون منا كامل التقدير والاحترام.

ولكن!

أهي كل شيء؟ أهي مقياس النجاح الفعلي؟
لا أعتقد ذلك.. إن الإنجازات اليومية الصغيرة هي التي تقودنا لإنجازات أكبر وأعظم. قدرتك على الإلتزام بتحقيق خطة ما وإن صغرت هي أعظم نجاح! هي المحرك الأول لتملك إنجازات عظيمة. إن وقوفنا أمام الإنجازات العظيمة مجرد مصفقين ومغتبِطين لن يغير من واقعنا ومن واقع هذا الكون شيئًا! لكن إنجازاتنا اليومية الصغيرة وقدرتنا على تحصيلها ستغير فينا وفي العالم الكثير! ستصنع منا أشخاصًا أفضل، أشخاصًا قادرين على تحقيق تلك الإنجازات الكبيرة.

ومن ثم من يحدد حجم إنجازك وقيمته؟
نظرة الآخرين له؟ إعجابهم به؟

حدد قيمة إنجازاتك، قدِّر كل عمل صغير تقوم به وليكن تقديرك لإنجازاتك وقودًا للمزيد منها لا دافعًا للاكتفاء بها.

تأكد أنك دومًا في تقدم مستمر وأنك تمشي على طريق يرضاه الله أولًا وترضاه لنفسك ثانيًا. تأكد من ذلك بمراجعتك لنفسك بتحديد أهدافك بين الحين والآخر، واحمد الله أن يسر لك هذا التقدم المستمر.

بدل أن نسأل هل نحن أقل من أولئك العظماء؟ علينا أن نسأل كيف نكون مثلهم؟ ولم نكون مثلهم؟ لأننا بلا شك لسنا أقل منهم فهم بشر مثلنا لافرق بيننا وبينهم سوى أنهم استخدموا هبات الله لتحقيق نجاحاتهم.

أما عن السؤال الأول فلعل إجابته كما ذكرت سابقًا بالتزود بالإنجازات الصغيرة التي تمنحنا القدرة على تحقيق الإنجازات العظيمة. وأما عن السؤال الثاني والذي قد يكون الأهم فكما يقال:”دوافعك أولى بالتحري من غاياتك”

فكّر للحظة، لمَ تودّ أن تحقق إنجازًا عظيمًا؟

أجب على هذا السؤال قبل كل شيء. إن كان همك ثناء الناس لك، أو شهرتك. فأكمل في بحثك عن هذا الإنجاز العظيم الذي سيحقق لك مبتغاك لكن كن متأكدًا أن إعجاب الناس فقاعة تزول.

وإن كان قصدك المساهمة في بناء العالم فليس شرطًا أن يكون إنجازك كبيرًا -بالمقاييس المجتمعية- لتكون ناجحًا أو لتخلق أثرًا. لا تحتاج لأن تنظم ملتقى أو تقدم برنامجًا يوتيوبيًا أو تملك آلاف المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي لتصنع تغييرًا. كل ماتحتاجه هو إيمان قوي، ونية صادقة، وهمة عالية. ابدأ بخطوات تناسبك مهما كانت بالنسبة للعالم صغيرة فهي خير من الوقوف في مكانك منتظرًا أن تهبط عليك فكرة عظيمة من السماء تصنع منك إنسانًا عظيمًا.

أثر في محيطك و حسب مقدرتك..

إنجاز صغير -مجددًا بالمقاييس المجتمعية- كمساعدة أخيك الصغير في تعلم الصلاة والمداومة عليها. أو رفع همة صديق ودفعه للتفوق دراسيًا قد يكون أعظم من إنجازات نراها أكبر..

ليكن همك أن تفيد بالطريقة التي تناسبك لا بالطريقة التي يمليها عليك مجتمعك أو رغبتك في أن تكون مثل بقية الناجحين حسب تصنيف المجتمع. تكون ناجحًا حين تجعل كل يوم في حياتك أفضل من سابقه.

أسعد بالتواصل معكم عبر:

 

10 thoughts on “الإنجازات العظيمة

  1. جميل ما كتبته منيرة 🌟
    وأعتقد أيضاً أن تأثير الإنجازات الصغيرة عليك كشخص أكبر من تأثير تلك ” الكبرى” لأنها تلمس تفاصيلك الحياتية ، بغض النظر عن نظرة الجميع لها .

  2. كلامك بطل والكثير يعاني منه، كنت منهم ومنزعجة جدًا من الموضوع اني بس اتفرج ع نجاحات الناس وانتظر تنزل علي فكرة ررررائعه من السماء اغير الدنيا واكون عظيمة، يسمونها صفة “الكمالية” وهي تعني -كل شيء أو لا شيء- ، يكون الانسان يتمنى يصبح شخصية مؤثرة بلحظة وحده ومايتحمل فكرة انه يبدا صغير او يسوي اشياء صغيرة، لأنها ماتشعره بالرضا… فيجلس ينتظر الى ان يشاء الله؛ فاختر لنفسك الانتظار وبالتالي الاكتئاب لان ماعندك مُنجزات، أو البدء بالخطوات الصغيرة مع النية الصالحة والتوكل على الله، ويباركها لك رب العباد

  3. كلامك جميل فالإنجازات اليومية الصغيرة هي التي تقودنا لإنجازات كبيرة
    المشكلة أن غالبية الناس يقارنون بداياتهم بنهايات الأشخاص ذوي الانجازات العظيمة
    مما يسبب لهم الإحباط والاستسلام متناسيين أن هؤلاء الأشخاص بدؤوا بخطوات صغيرة حتى أصبحوا ما أصبحوه اليوم .
    شكرا لك يارائعة 🙂

  4. للوصول للانجازات العظيمة في حياة الفرد هناك انجازات صغيرة في مجموعها توصلنا للغيات العظمى فمن سار على الدرب الصحيح وصل💐💐💐

  5. صدقتي يا صديقتي العزيزه 💗بعض الانجازات العظيمه كثيره الضغوط و الاشغال ربما في نهايتها تبدو عالم صغير مقارنه بجهودك التي بذلتها من أجله ، و بعض تلك الاعمال الصغيره التي ربما لا نعدها او نحصيها هي من تصبح انجازات عظيمه و تصنع منك شخص ربما لم تحلم به يوماً ، ف احتقارنا لأعمالنا البسيطه التي تمنعنا من البدء بها او حتى الانتهاء منها هي من تجعلنا واقفين في أماكننا عاجزين عن التقدم و تلك العوائق في حياه كل فرد ليست عذراً للتوقف و المشاهده ف كل أولئك العظماء اصبحوا عظماء من بعد ما قاصوه من مصاعب و صبر و جهد و اهتمام وحب اندفاع. ف الانسان يجب عليه ان يكون نافعاً للكوكب الذي يحمله لا عاله عليه

  6. تدوبنة جميلة يا منيرة مثل كل تدويناتك
    و فعلاً هذه الإنجازات الصغيرة أفضل من انتظارك بلا حراك أن تكون شخصاً ذو إنجازات كبيرة
    و أهم من ذلك كله أن تخلص نيتك و تضع هدفك نصب عينيك و تمضي في تحقيقه
    حينها الإنجازات العظيمة ستلحقك بدلاً من أن تلاحقها أنت

  7. فعلاً الانجازات العظيمة تبدأ بخطوات و انجازات صغيرة مُتتالية 💛💛⭐️
    تدوينة رائعة عزيزتي مُنيرة 💗

اترك رد