الصياح مفيد أحيانًا!

لازلت أذكر ذلك اليوم الدراسي العادي يوم كنت طالبة في الصف الثاني متوسط حين دخلت معلمة اللغة العربية وكتبت بخطها الجميل على السبورة “عنوان الدرس: القصة القصيرة”

حينها ابتسمت ابتسامة المنتصر..

القصة القصيرة! هذه لعبتي والدرس الذي سأستطيع أن آخذ فيه الدرجة الكاملة بسهولة..

تملكتني تلك المشاعر؛ لأن علاقتي بالقصة القصيرة علاقة قديمة بدأت منذ كنت في الصف الثاني الابتدائي حين كنت أكتب القصص القصيرة لتقرأها معلمتي على زميلاتي في الصف، وعزز شعوري بامتلاك تلك الموهبة فوزي على مستوى المحافظة بالمركز الأول في مجال الأدب حين كنت في الصف الخامس الابتدائي تلك الموهبة التي دُفنت مع قلة الممارسة والانقطاع.

لم أتعب نفسي بالتحضير أخذت إحدى قصصي القديمة وقرأتها أمام الصف بكل ثقة. أنهيت قراءة قصتي التي كنت معجبة بها إلا أن معلمتي لم تشاركني نفس الشعور وأبدت عدم إعجابها بأسلوبي. قلت في نفسي لا بأس ربما لأنها قصة كتبتها في المرحلة الابتدائية، وسأكتب قصة أخرى للحصة القادمة.

عدت في الحصة المقبلة بقصة أخرى ولكنها لم تعجب معلمتي أيضًا، وانتقدتها بشدة فعدت لكرسيي وبكيت.

سألت المعلمة زميلاتي عني فأخبروها أني كنت أبكي، فقالت بنبرة قاسية جملة رنت في أذني: “أحسن الصياح مفيد بعض الأحيان” وخرجت من الصف دون أن تزيد كلمة.

كانت كلماتها مؤلمة جدًا بالنسبة لي! وأنا التي كنت أعتقد بأني أمتلك موهبة في الكتابة وفي كتابة القصة على وجه التحديد، لا أحصل على الدرجة الكاملة؟ أصبت حينها بخيبة أمل..

عدت للمنزل غاضبة وعاتبة على معلمتي، ورويت لأهلي ماحدث معي وطلبت منهم مساعدتي بفكرة لقصة جديدة لأغير درجتي وجهزت أفكارًا مختلفة كانت فترة عصف ذهني وبحث عن أفكار وأحداث مختلفة استعدادًا لكتابة قصة جيدة لأثبت لنفسي أولًا  ثم لمعلمتي أني أستطيع أن أكتب قصة جيدة..

في الحصة المقبلة دخلت المعلمة وأخبرتنا أن قصصنا لم تعجبها وأنها قررت أن تغير أسلوب التقييم،

كتبت لنا بداية قصة وطلبت منا أن نكملها في جو اختبار تحريري.

بدأت أكمل القصة وأحداثها وأضغط على القلم وأكتب بإصرار وأحرف كبار وأردد في نفسي: هذه المرة يجب أن تكون قصتي جيدة، يجب أن أثبت لمعلمتي أني أجيد كتابة القصص.

وفي الحصة المقبلة دخلت المعلمة وبيدها أوراق الاختبار لتقول: قصصكم كانت جيدة ولكن من بين تلك القصص كانت هناك قصة أعجبتي وشدتني لما فيها من أحداث مشوقة قرأتها باستمتاع! قصة زميلتكم منيرة التميمي صفقوا لها جميعًا.

حينها ابتسمت ابتسامة تعلمت معها أن “بعض الصياح يفيد” وأن الفشل أحد مرادفات النجاح لا أضداده، وأنه ماتعالى أحد على شيء إلا وأخفق فيه.

شكرًا أستاذتي منى قسوت قسوة محب لا يتمنى أن يرى محبوبه إلا في أفضل حال.

10 thoughts on “الصياح مفيد أحيانًا!

  1. جميل هو اصرارك على تحدي نفسك والاخرين والمحاوله دون كلل او ملل لاثبات نفسك وقدراتك

    اظن لو انا كنت مكانك لاصابني احباط وانطويت على نفسي 😅

  2. جمييييل سلمت أناملك ، فعلا مع القسوة يخرج الانسان أحسن ما عنده 👍❤️❤️

  3. جميييل جداً💗💗💗انا درست بنفس مدرستك😉💙بس ياريتك كتبتي بكاء بدل صياح❤️❤️

  4. يالله قصة اثرت فيني ذكرتني بقصة اصراري اني اخذ درجة عالية بالقدرات بعد تدني درجاتي السابقة والحمدلله حصت على درجة ماكنت احلم فيها فقط بالتوكل على الله والاصرار 😢💖😭👍👌

  5. تحمست كثيراً لردة فعل معلمتك ربما فوق حماسك 😂!
    سعيدة جداً بأنك حصلتي على أفضل قصة في الصف! تعلمين.. المحن ليست إلى درجة في سلم النجاح.. في النهاية نحن نحتاج الكثير من المصاعب لنصل لمبتغانا..
    أعجبني السطر الأخير.. الفشل هو أحد مرادفات النجاح 🎈⁦❤️⁩

اترك رد